بحث
فارس التحدي

وُلد مهند المصري في سوريا، ونشأ في الأردن في كنف أسرة مكونة من سبعة أفراد، معيلها هو الأب العاجز عن أداء أي عمل بسبب مرض مزمن في القلب يجعل أي جهد يقوم به يشكل خطورة على حياته.

أمام ظروف الحياة القاسية، وجد مهند نفسه مسؤولاً عن عائلة لاجئة تعيش في بيت متواضع بالإيجار وأب مريض ومتطلبات حياتية لا ترحم. لم يكن أمامه خيار سوى إنقاذ عائلته من الجوع والشتات، فلجأ إلى العمل في ورشة لصناعة قوالب الجبس، مواظباً في الوقت نفسه على الذهاب إلى المدرسة في الفترة المسائية. وكثيراً ما كان مهند يضطر إلى العودة للعمل بعد انتهاء دراسته المسائية ليؤمن دخلاً إضافياً لتغطية مصاريف العائلة من مأكل ومشرب ودواء.

لم ينجح مهند في متابعة دراسته ومواظبته على العمل في آن واحد فقط، بل هو اليوم من الطلبة المتميزين والمتفوقين في مدرسة محي الدين بن عربي الأساسية للبنين. كما لم تمنعه صعوبات الحياة عن القراءة، الهواية المفضلة لديه، والتي يجد فيها ملاذاً وسكينة تنسيه تعبه وعناء يومه، إذ تنقله الكتب إلى عوالم لا حدود لها من البهجة والمعرفة.

شارك مهند في الدورة الرابعة من تحدي القراءة العربي (2018 / 2019)، وقد أبهر لجنة التحكيم بفطنته وتفاؤله وابتسامته، التي تخفي وراءها هموماً خلّفتها أعباء الحياة.

إذا تأملت أصابع مهند جيداً، قد تلمح بقايا الجبس تحت أظافره وبعض الرماد على كفه من بقايا بيته المحروق، لكنك سترى أيضاً قصة طفل ولد رجلاً ولم يرضَ إلا أن يكون فارساً من فرسان تحدي القراءة العربي.