بحث
مؤسسة الجليلة: كيف تغيرت حياة ثلاث أخوات؟

لا تكاد الفرحة اليوم تسع والدي الفتيات الثلاث، نور وعائشة وريمشا، وهما يستمعان إليهن يقرأن القرآن، ويتحدّثن بطلاقة، ويتجاوبن ويتفاعلن مع حديثهما معهن، بعد أن كنَّ غارقات في بحر لا نهائي من الصمت، منذ ولادتهن بضعف شديد في السمع.

وكانت عائلة أفضل، والد الفتيات، قد بدأت منذ العام 2017 بالبحث عن علاجات سمعية محسّنة لبناتهن، مع التعرُّف آنذاك على التقنية العلاجية الخاصة بزراعة القوقعة الصناعية، التي تعتبر حلاً دائماً لمشكلة ضعف السمع الشديد عند الأطفال.

غير أن توفير هذه التقنية العلاجية المتطورة للفتيات الثلاث، كان أقرب إلى حلم صعب المنال بالنسبة للعائلة التي تعيش في دولة الإمارات منذ العام 2005، نظراً لتكلفتها العالية. ومع ذلك، لم تستسلم الأسرة، فلجأت إلى مؤسسة الجليلة على أمل مساعدة صغيراتهن وإجراء زراعة قوقعة الأذن لكل واحدة منهن.

لم يَطُل انتظار العائلة كثيراً حتى جاءتها موافقة مؤسسة الجليلة على إجراء عملية "زراعة قوقعة الأذن" للابنة الصغرى نور، التي كانت تبلغ من العمر حينها ستة أعوام، من منطلق أنه كلما كان المريض أصغر سناً، كانت نتيجة العملية أسرع ومضمونة أكثر.

وبالفعل، فقد أظهرت نور تقدماً إيجابياً سريعاً في حالتها بعد وقت قصير من إجراء العملية، فالتحقت بالمدرسة مع الأطفال الآخرين ممن هم في عمرها،

 ولم يبدُ عليها تأخُّر معرفي أو اجتماعي، رغم أنها عاشت في صمتٍ تام طيلة ست سنوات منذ ولادتها. تصف والدة نور ما حدث مع ابنتها بالقول: "اليوم الذي تلقينا فيه موافقة مؤسسة الجليلة على إجراء زراعة القوقعة لابنتنا، كان أسعد يوم في حياتي"، مضيفةً: "هذه العملية هدية لا تقدر بثمن، لقد غيرت حياة ابنتي وحياة عائلتنا إلى الأبد".

ولم تترك مؤسسة الجليلة عائشة وريمشا، أختي نور الأكبر سناً دون علاج؛ فالفتاتان اللتان كانتا تعتمدان على قراءة الشفاه للتواصل مع الآخرين، أُجريت لهما عمليتا "زراعة قوقعة الأذن"، وها هن الفتيات الثلاث اليوم يكبرن بشكل طبيعي، يعشن أوقاتهن، ويجمعن ذكرياتهن بالصوت والصورة، يخططن لمستقبل جميل يحتضن أمنياتهن وطموحاتهن.