بحث
من أجل أطفال فلسطين

"اسمي ستيف سوسبي، وأنا فلسطيني. وهذه هويتي الفلسطينية". هكذا يستهل الصحفي الأمريكي ستيف سوسبي المقيم في الضفة الغربية حديثه وهو يروي قصته التي بدأت عام 1989 أثناء عمله صحفياً في القدس، حين رأى من وراء الكاميرا طفلاً، في العاشرة من العمر، اسمه منصور وقد فقد قدميه وذراعه وإحدى عينيه. منذ تلك اللحظة، قرر أن يكرّس حياته لمساعدة أطفال فلسطين، ويحدث فرقاً إيجابياً في حياتهم.

أسس ستيف عام 1991 "جمعية إغاثة أطفال فلسطين" التي غيّرت حياة المئات من الأطفال الفلسطينيين من المرضى وممن فقدوا أطرافهم، فوفرت العلاج والرعاية الصحية لهم أو سهلت نقلهم إلى الخارج وعلاجهم حتى تماثلوا للشفاء. وعلى مدى سنوات، نجح ستيف بتسهيل وصول أكثر من 70 من الفرق الطبية والتطوعية التي ضمت 5,000 طبيب وخبير رعاية صحية من مختلف أنحاء العالم إلى فلسطين لمساعدة الكوادر الطبية على إجراء عمليات جراحية حرجة وتدخلات طبية طارئة أنقذت حياة الكثيرين. واستطاع من خلال "جمعية إغاثة أطفال فلسطين" تأسيس شبكة علاقات مستدامة مع آلاف المتطوعين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ومختلف أنحاء العالم، لاستقبال الأطفال من المصابين والمرضى وتوفير العلاج لهم خارج فلسطين. كما كان ستيف سبباً في تغيير حياة أكثر من 2,000 طفل من أصحاب الهمم بتوفير أطراف اصطناعية متقدمة لهم، وإيفاد من يعانون من حالات صعبة إلى مستشفيات ومؤسسات طبية في الولايات المتحدة الأمريكية ساهم فيها متطوعون هناك بعلاج الأطفال الفلسطينيين.

عقب وفاة زوجته الفلسطينية هدى المصري بعد صراع مع السرطان، أسس ستيف مستشفى يحمل اسمها لعلاج المصابين بالمرض ذاته الذي أودى بحياتها، وأقام فروعاً له في الضفة الغربية وغزة، تعالج مجاناً أكثر من 1,200 طفل سنوياً.