كان كريم، الطفل ذو العشرة أعوام، عاشقاً لكرة القدم، حتى سقط مغشياً عليه خلال أحد التمارين بعد شعوره بألم حاد في صدره. وسط حالة الذعر، أظهر شقيقه الأكبر، البالغ 12 عاماً، شجاعة نادرة، حيث استذكر ما تعلّمه من والده في الإسعافات الأولية، وبدأ بإنعاشه القلبي الرئوي حتى وصلت سيارة الإسعاف. نُقل كريم إلى المستشفى وقضى 15 يوماً في العناية المركزة، ليكتشف الأطباء أن سقوطه كان نتيجة ورم دماغي خطير، مما استدعى إجراء عملية جراحية دقيقة لإنقاذ حياته.

واجهت العائلة تحديات كبيرة، خاصة مع التكاليف العلاجية الباهظة التي تجاوزت إمكانياتهم، لكنهم لم يفقدوا الأمل. لجأوا إلى مؤسسة الجليلة، التي قدمت لهم الدعم عبر برنامج "صندوق الطفل"، ليكون سنداً لهم في هذه المحنة العصيبة.

لم تكن مؤسسة الجليلة مجرد جهة داعمة، بل كانت ملاذاً آمناً لكريم وعائلته في رحلة استعادة الحياة، فقد قدمت له فرصة ثمينة للتعافي الشامل، من خلال إجراء العملية الجراحية اللازمة، وتوفير البرامج التأهيلية وجلسات العلاج الطبيعي المتخصصة التي أعادت له قوته الجسدية وحيويته.

واليوم، بدأ كريم يعود تدريجياً إلى حياته الطبيعية، مُحتفظاً بشغفه الكبير لكرة القدم، ومُصمماً على مواصلة اللعب بكل عزيمة وإصرار، مُجسِّداً بشجاعته قدرة الإنسان على الانتصار في وجه المحن.