لم تنعم الطفلة مهين، ذات التسع سنوات، بطفولة طبيعية كغيرها من الأطفال، إذ قضت معظم وقتها بين أروقة المستشفيات، تتنقل بين جلسات غسيل الكلى المرهقة التي استنزفت جسدها الصغير، وحرمتها من أبسط متع الطفولة مثل اللعب مع أصدقائها، والذهاب إلى المدرسة. كانت ضعيفة وهزيلة، تتناول الطعام والشراب بكمياتٍ ضئيلة للغاية، بالكاد تكفي لإبقائها على قيد الحياة.
مع كل جلسة علاج، كانت نظراتها تبحث عن بارقة أمل، عن يوم تستيقظ فيه دون ألم، عن فرصة لتنعم بحياة طبيعية مثل غيرها من الأطفال. لم يكن هذا الحلم بعيداً، فقد تبدلت حياتها تماماً مع مؤسسة الجليلة، التي فتحت أمامها باباً جديداً للأمل، حيث خضعت لعملية زراعة كلى ناجحة، أعادت إليها صحتها وحياتها.
كانت تلك اللحظة أشبه بمعجزة، فبعد سنوات من الألم، أصبحت مهين شاهدة حية على قوة العطاء وتجدد الأمل. تعافت تدريجياً، واستعادت عافيتها، وعادت إلى حياتها الطبيعية. عادت إلى المدرسة وهي تملؤها الحماسة، وتركض في ساحات اللعب مع صديقاتها، وتأكل ما تشتهي دون قيود، وتعيش طفولتها كما لم تفعل من قبل.
بابتسامة تنطق بالامتنان، تقول مهين: "أشكر الأطباء والممرضات والجراحين الذين أنقذوا حياتي. سأصبح طبيبة عندما أكبر، لأساعد كل من يحتاج إلى زراعة الكلى، حتى ينعموا بحياة سعيدة مثلما أنعم بها الآن".