في منزل طيني متواضع على أطراف "روالبندي" الباكستانية، تعيش زارمينا، الأرملة الأفغانية، مع أطفالها الثلاثة وسط ظروف قاسية. منذ أن فقدت زوجها، أصبحت المسؤولة الوحيدة عن إعالة أسرتها، لكنها تواجه تحديات يومية لتلبية احتياجاتها الأساسية من طعام وملابس وكهرباء، حيث أصبحت هذه الأمور رفاهية بعيدة المنال. تروي زارمينا بصوت خافت معاناتها اليومية وصعوبة توفير احتياجات أطفالها قائلة:"نُكابد العيش يومياً لتأمين الأساسيات، من كسوة وغذاء، حتى الكهرباء باتت حلماً بعيداً".
ومع حُلول كارثة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت باكستان في 2022، تفاقمت معاناة زارمينا وأسرتها. فقد تضرّرَ منزلهم الطينيّ المتواضع، وأصبح الوضع أكثر قسوة وإيلاماً. لم تعد زارمينا تجد ما تطعم به أطفالها، وأصبح شبح الجوع يلاحقهم في كل مكانٍ.
في قلب تلك الظروف المأساوية، جاءت المساعدات كطوق نجاة، إذ قدّمت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دعماً لتوفير الأمن الغذائي في باكستان. لم يساعد هذا الدعم زارمينا وأطفالها فقط، بل شمل العديد من أُسر اللاجئين المتضررين من الفيضانات، ليكون رمزاً للأمل وتأكيداً لتكاتف الجهود الإنسانية عالمياً.
اليوم، وبينما لا تزال زارمينا تواجه تحديات الحياة، بات لديها بصيص أمل يدفعها للمضي قدماً. عرفت أن العالم لم ينسَها، وأن هناك قلوباً تنبض بالعطاء، تعمل على تخفيف معاناة اللاجئين، ومساعدتهم على بناء مستقبل أكثر استقراراً.