بحث
قلب كبير يحتضن آلام الصغار

شرعت الدكتورة تالا الخليل، الصيدلانية العراقية، في رحلتها على درب الأمل عام 2015، حين بدأت باستقبال الأطفال المصابين بالسرطان في "الكرفان" المُخصص لهم داخل مستشفى البصرة التخصصي للأطفال‎، حيث تحول هذا المكان من مجرد غرفة في المستشفى، إلى مساحة تعج بالأمل والتفاؤل، بعيداً عن آلام العلاج وأروقة المستشفيات، ووهبت كل طاقتها لمساعدة هؤلاء الأطفال على مواصلة تعليمهم والاندماج في المجتمع من خلال أنشطة مثل الرسم والغناء والقراءة.

لم تتوقف الدكتورة تالا عند هذا الحد، بل دفعها طموحها ورغبتها العميقة في تقديم يد العون لكل طفل مريض إلى تأسيس "أكاديمية المحاربين" عام 2018، وهي مبادرة تهدف إلى دعم أصحاب الهمم، ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم وإبراز مواهبهم. كذلك أدركت أن التأهيل الوظيفي قد يكون مفتاحاً لمستقبلهم ووسيلة للتعبير عن أنفسهم في المجتمع، فعملت على توجيههم وفقاً لقدراتهم، مؤمنة بأن كل طفل يملك بداخله موهبة تستحق أن تُزهر.

واليوم، تعتني الدكتورة تالا بأكثر من 200 طفل من المصابين بمتلازمة داون والسرطان، مُقدمةً لهم الرعاية والدعم النفسي الذي يحتاجونه. وعلى الرغم من صغر سنها، بات الأطفال ينادونها "أم المحاربين"، فهي لم تمنحهم مجرد رعاية، بل احتضنتهم بحبّ جعلهم أقوى، وأحيت في قلوبهم أملاً لا يُهزم.

وفي فبراير 2024، تُوِّجت الدكتورة تالا الخليل بلقب "صانعة الأمل الأولى"، بعد أن حصلت على أعلى نسبة تصويت في حفل مبادرة صناع الأمل في نسختها الرابعة، المبادرة الرائدة المنضوية تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وقد جاء هذا التتويج تقديراً لجهودها المتواصلة في نشر الأمل وتعزيز مبدأ العطاء. وفي أعقاب هذا التكريم، وصفت الدكتورة تالا مبادرة صناع الأمل بأنها منارة على طريق العطاء وتجسيد حيّ بأن الأمل لا يزال موجوداً في العالم، رغم كل الصعوبات.