بحث
صانع الأمل محمود وحيد: الحلم على يد دبي أصبح أكبر

لم يكن المهندس المصري الشاب محمود وحيد يتخيل أن أمسيات القاهرة الجميلة سوف تقوده إلى تجربة تقلب حياته رأساً على عقب؛ فبينما كان يسير في حي من أحياء القاهرة، استوقفه أنينٌ صادر من أحد الشوارع، ليرى بأم عينيه رجلاً مسناً يتألم، وقد غطت الدماء جسده بسبب الجروح.

لم يتركه المهندس على حالته المزرية. داوى جراحه، وحاول نقله إلى أحد المستشفيات فلم تقبل إدارة المستشفى إدخاله؛ فلا وثيقة تثبت هويته، ولا أحد يرعاه، فحاول نقله لإحدى دور الرعاية، ولم تقبله أيضاً.

ليلتها، وُلدت فكرة مؤسسته الشهيرة "معانا لإنقاذ إنسان" المتخصصة في إيواء المشردين من كبار السن، ومعالجتهم، وتوفير الرعاية لهم. وفي العام 2018، تقدم محمود لجائزة مبادرة صناع الأمل في دورتها الثانية، تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وكانت المفاجأة الكبيرة بفوزه، وهو الفوز الذي اعتبره ذا أبعادٍ معنوية ومادية، حيث منحه القدرة على تحقيق طموحه بأن يكون جزءاً فاعلاً في منظومة العمل الإنساني في العاصمة المصرية، من خلال تطوير وتوسيع مشروعه ليتمكن من استيعاب أكبر عدد من المشردين لتأهيلهم ومساعدتهم على الالتحاق بأسرهم.

يقول وحيد إن فوزه بلقب "صانع الأمل العربي" في العام 2018 منحه ثقة المصريين والعرب، وفتح أمامه الأبواب المغلقة لدعم المشروع، الذي كان قبل ذلك يمارس نشاطه من فرعين اثنين فقط، حتى توسعت المؤسسة اليوم لتمارس عملها من سبعة فروع في القاهرة.

بفضل جائزة صناع الأمل، شهدت مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان" تحولاً جذرياً في نشاطها؛ فبعد أن كانت تركز على المشردين من كبار السن، توسعت إلى التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي في مصر في مشاريع كثيرة، ومنحتها الوزارة صفة النفع العام، إضافة إلى ما يقدمه المتبرعون، حيث باتت تهتم بالأطفال المشردين، إلى جانب كبار السن.

واليوم يستفيد من خدمات المؤسسة 200 شخص مسن، عبر الإيواء وتقديم الخدمات، إضافة إلى 240 مسناً تهتم بهم ويقيمون خارجها، وتقدم لهم الغذاء والأدوية وبعض الاحتياجات، كما ترعى 23 طفلاً.