بحث
عين على المستقبل

لم يكن يوسف قد تجاوز عامه الواحد حين شُخِّص في نوفمبر ٢٠١٨ بإصابته بـ "ورم أرومة شبكية العين"، وهو شكل نادر من سرطان العين، حيث انتشر الورم السرطاني بشكل كبير داخل محجر عينه اليمنى.

في الشهر التالي بعد اكتشاف إصابته بهذا المرض الخبيث، خضع يوسف لعملية طارئة لاستئصال العين، تبعتها رحلة علاج كيميائي استمرت طوال ٦ أشهر.

بالإضافة إلى صعوبة العلاج وآثاره الجانبية الكثيرة على جسم يوسف الصغير، تركت العملية تجويفاً في وجهه، فأوصى الأطباء بوضع عين صناعية فيه لمساعدته على تعزيز ثقته بنفسه عندما يكبر.

ومنذ أن أدركا ضرورة إجراء العملية التجميلية لطفلهما وتأثيرها الإيجابي المرتقب على حالته النفسية وحياته مستقبلاً، سعى والدا يوسف جاهديْن للحصول على الدعم المادي اللازم لتغطية نفقات عملية تركيب العين الصناعية المكلفة، إلى أن أتتهما المساعدة على يد مؤسسة الجليلة.

لم تُخفِ والدة يوسف قلقها من مواجهة ابنها مشكلة في الاندماج في المجتمع بسبب حالته قائلة: "كأي أم، كنتُ أخشى أن يتعرض ابني للتنمُّر على يد الأطفال الآخرين، حتى إننا كنا نتجنب الخروج من المنزل في الكثير من الأحيان لهذا السبب. أما الآن وبفضل العين الاصطناعية، فقد عادت ليوسف ملامح وجهه الطبيعية، ونحن ممتنون للغاية للدعم الكبير الذي تلقيناه من مؤسسة الجليلة".

وقد تعاونت مؤسسة الجليلة ضمن برنامجها "عاون" مع الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية لإطلاق حملة تبرعات ساهمت في منح يوسف عيناً اصطناعية عالية الجودة. واليوم، يبدو الصبي، الذي أتمّ عامه الثالث، سعيداً وواثقاً بنفسه، مستمتعاً باللعب مع رفاقه؛ المستقبل كله أمامه.